رحله الى مقام الاحسان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه


قبل أن نعرف الرحلة وثمارها يجب علينا أن نعلم لمن تكون وما معنى مقام الإحسان ؟؟
*************

لمن تكون هذه الرحلة؟؟


هذه الرحلة لأصحاب الهمم والمشمرين إلى أعلى درجات القرب وكما وصف الله المؤمنين في سورة الواقعة وقسمهم الى قسمين:

القسم الأول: (والسابقون السابقون أولئك المقربون) وهؤلاء هم المقصودون في هذه الرحلة ولمن يريد أن يكون منهم الذين هم شعارهم (لن يسبقني إلى الله أحد) وهم أهل الله وخاصته وأهل ولايته ومن تدبر في كتاب الله حق التدبر لاكتشف أنه المطلوب من كل شخص أن يكون منهم ولا يوجد معنى في كتاب الله يحفزنا للوصول الى تلك المكانة مثل قوله تعالى(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) وهؤلاء هم الذين جاهدوا الجهاد الأكبر مع نفوسهم فوصلوا الى درجة القرب.


فهل أخي وأختاه تطمح لنيل تلك الدرجة؟
القسم الثاني: هم أصحاب اليمين من عامة المؤمنين الموحدين نسأل الله ان ينقلنا من هذا القسم الى القسم الأعلى وهو ميدان السابقين

*************

وما هو مقام الإحسان ؟

الحديث المشهور حينما سأل سيدنا جبريل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما الإحسان فأجاب سيد الخلق (أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فإنه يراك).
هذه العبارة هي أبلغ عبارة للتعبير عن ذلك المقام السامي .
تخيل أخي أن مدير عملك طلب منك إنجاز مهمة وهو أمامك ونظره عليك هل سيكون عملك متقن وفي أبهى صورة ؟
هذه درجة من درجات الاحسان أن تعمل وترى أن الحق ناظر اليك فهل سيكون الإخلاص حاصل ؟؟
بالطــبــع
الدرجة الأرقى من هذا المقام والإحسان درجات هو أنك تعمل وأن تراه تراقب الحق في أعمالك فهي درجة كمال المحبوبية لله تعالى ان تعبده وأنت تراه فتعبد بحب وكونك تراه فقط فهذه هي أرقى عبادة ...
تراه في خلقه بإبداع الصنعة وجمال خلقته
تراه في العاصي فترى وتتذكر غفرانه..
تراه في الكافر والفاجر فترى وتنتظر انتقامه..
تراه عزيزا في ذلك له ومسكنتك بين يديه ..
تراه غنيا في افتقارك إليه..
تراه قويا في ضعفك..
فكلما تتحق بأوصاف العبودية من ضعف له وتذلل إليه وإنكسارا بين يديه ترى صفات الألوهية وتزداد له تعظيما ومحبة وشوقا الى لقائه
لكن كيف تراه وكيف تدرك أنه يراك؟


لا ينكر مؤمن أن الله يراه والكل يعلم ان الله مطلع على كل أعماله خفيها وجليها ولكن هناك فرق بين العلم والإدراك .

يقول الحق جل وعلا عن الكافرين(ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)

فقولهم دليل على العلم بأن الله خالق لكن هل انهم يدركون بالطبع لا لانهم لو ادركوا لآمنوا

وما الذي يمنعهم من الإدراك؟

يجيب الحق (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها )
وسبب ذلك اعظم ذنب ...........

وما هو أعظم ذنب؟

أعظم ذنب هو الشرك بالله فالشرك بالله اصاب قلوبهم ظلمة منعتهم عن الإدراك وكلما زاد جرم الذنب كلما ازدادت ظلمة القلب فحجبت القلوب عن الادراك

من هنا نصل أن الذنوب تظلم القلب وتمنعها عن الادراك الذي هو موصل لذلك المقام
والحمد لله وضع النبي الدواء فإن دواء الذنوب الاستغفار والتوبة الصادقة فأول طريق لرحلتنا تجديد التوبة وكلما ازداد العبد من الطاعات تنور القلب فادرك...
وهو الزاد للرحلة إليه.................

والذنوب نوعان: ذنوب في الظاهر وذنوب في الباطن يقول الحق جل وعلا(قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) وذنوب الظاهر معروفة مشهورة ودوائها تركها والتوبة منها ....

أما ذنوب الباطن وتسمى أمراض القلوب معروفة ايضا ولكنها متروكة لإنه لا يوجد من يعلمك ويساعدك على ازالتها والتخلص منها كمرض الرياء وحب الظهور والسمعة والتعلق بالدنيا وتأثيرها في ظلمة القلب وغفلته اصعب من الذنوب الظاهرة وهي تحتاج الى طبيب يداويها ....

والمتدبر في القرءان يرى أن وظيفة النبي(يتلوا عليكم ءاياته ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة) فالتزكية هي تطهير القلوب من امراضها الحاجبة عن الادراك وهنا نحتاج عالم عامل خبير بأمراض القلوب وهم موجودن بعصرنا ولكن اين هم


..........

انتظر هناك فرق......

هناك فرق بين العالم والمربي
العالم هو من يعلمك كيف تصلي...
أما المربي وهو ايضا عالم ولكنه عامل خبير هو من.......... يعرفك بين يدي من تقف وتصلي
العالم يعلمك كيف تعبده

أما المربي هو من ......... يعرفك من هو الاله (معرفة إدراك وذوق وليس مجرد علم) الذي تعبده

والتربية والتزكية وظيفة نبوية متوارثة في أمة النبي
وكما نعلم أن مرض الأمة مرض قلوب فعلاجنا لأمراض قلوب الأمة صحوة للأمة فقد اندثر فيها علم تزكية النفوس ومعالجة الامراض القلبية والتدريب والوصول الى مقامات الإحسان


**********

أي رحلة فيها دليل وهو المعلم والقائد إلى الله
وفيها زاد وهو الطاعات والتقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض
وفيها رفيق وهم الصحبة والمجتمع الصالح وحسبنا من ذلك قول الحق جل وعلا(يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وصدق قول احد العلماء العاملين(والله ما أفلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح)

من هنا----->

تتكون رحلتنا من ثلاثة أعمدة

العمود الأول
الزاد

وهو بعد اداء الفرائض النوافل
وفي رحلتنا سنحدد هذه النوافل كحد أدني وباسلوب معين وكله من الكتاب والسنة
سيكون في النوافل قراءة القرءان بتدبر وتكون في اخر اليوم نقرأ القرءان ونحن نصلي ونحدد قدرا معينا ولكن القراءة ستكون بأسلوب جديد لن يكون همنا في القرءان هو ختمه بقدر ما نريد ان نتدبره يعني أن تحدد لك يوميا صفحتين فقط تقرأهم بتدبر شديد في نصف ساعة هذا هو المقصود وقد كان النبي يكرر الاية كثيرا والسلف الصالح يتدبرون لدرجة انهم كانوا يقومون الليل كله مكررين اية واحدة مستخرجين ما فيها من معان....

والذكر كورد يومي وهو مكون من الصلاة على النبي والاستغفار والتهليل
ويسمونها(الثوابت في الطريق إلى الله)

ورب سائل يسأل؟

ما ثمرة الصلاة على النبي وماسر إختيارك؟

فوائد الصلاة على النبي جمة وكثيرة وحسبنا فيها قول الحق جل وعلا(إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)
فهو امتثال لأمر الله والسر في الاختيار هنا
يقول النبي من صلي عليا صلاة صلى الله بها عليه عشرا
ويقول الحق جل وعلا(هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور)
فصلاتنا على النبي سبب لصلاة الله علينا وصلاة الله علينا سبب لخروجنا من الظلمات الى النور وقد قال أحد الصالحين (الصلاة على النبي نور وهي شيخ من لا شيخ له) وهذا استنباطا من الآيه وفضلها كثير كثير وقد يصل الحال بالمصلي على النبي كثيرا ان يرى النبي مناما يرشده الى ما هو موصل للحق جل وعلا فافهم أخي ترشد
وسنضع رابطا لفضل الذكر عامة وفضل الصلاة على النبي وفضل الإستغفار في ثمار الرحلة

أما الإستغفار فحسبنا فيه ما جاء في محكم التنزيل على لسان سيدنا نوح عليه السلام(فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم(من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب) اسناده جيد
آخر ما في الزاد الدعاء بعد القرءان وفي القيام لإننا سنقرأ القرءان بتدبر في القيام ومن بعدها سنسجد وندعوا او نسلم وندعو وسنضع أدعية مختارة مضمونها الطلب من الله الوصول الى هذا المقام والدلالة على العلماء العاملين وصحبة الصالحين وطلب التوفيق والسير على خطى النبي وسنة النبي صلى الله عليه وسلم والبعد عن الباطل والبدع وأهلها ومن يريد الزيادة فليزيد
ومع ذلك جلسة التفكر في ذاتك والمحاسبة اليومية بأن تحصي أعمالك وتتفكر في أخطاءك ونيتك عند القيام بكل عمل عملته ففيها سر عظيم...

*****************

العمود الثاني
الرفيق

وهي الصحبة الصالحة وعلى قدر شوقك للوصول إلى الله ستنتقي أقرب إخوانك إلى ربك وستبتعد عن أهل السوء والعصيان وسيكون التوفيق لمصاحبةأهل الصدق إجابة لدعائك بالليل من طلبك لله ان يجمعك بهم


*************

العمود الثالث
القدوة والعالم بالله

وكونك تجتمع به فهذا أمر ليس بالسهل ولذلك سيكون من ضمن الأدعية المختارة (اللهم دلنا على من يدلنا عليك ووصلنا الى من يوصلنا اليك) بكثرة بالحاح وتذكر اخي ان الصادق قريب من ربه ومن تقرب الى شبرا تقربت اليه باعا
ولربما سائل يسأل....
هل هناك واسطة بين العبد وربه حتى نبحث عن قدوة ورسول الله قدوتنا
أجيب بعون الله:

سنة الله الكونية وجود العالم والمتعلم والتسلسل في التلقي والتعلم في كل شيء في امور الدين والدنيا وقد كان سيدنا جبريل معلم النبي والنبي معلم الصحابة والصحابة اساتذة التابعين وهكذا إلى عصرنا وأي علم تأخذه من الكتب تكون فيه ضعيفا وهناك خلل ولا بد من شيخ معلم وهل وجدت حافظا لكتاب الله بلا محفظ كذلك لا يوجد وصول الى الله بلا موصل والموصل والقدوة أمر وقتي الى ان تصل فتوصل غيرك كالذي يتتلمذ في حفظ القرءان ويحفظ القرءان ويحفظ غيره فهي سلسلة وسنة كونية لا ينكرها الا جهول وقد قالوا(من لا شيخ له فشيخه الشيطان وهوى نفسه)

*****************

وشرح الرحلة لازم حتى لا تتشكك وتعلم العلة من كل شيء فسامحوني للإطالة ولكنها لازمة للتعلم ولفهم الأمور جيدا وأصل كل وصول >>>>> العلم الشرعي فالعلم إمام والعمل تابعه

*****************

بنود الرحلة وشروطها

يتبع.... بإذن الله
التوقيع:


صلوا عليه في شهر مولده

اذا كان هذا كافرا وجــــاء ذمـه:::وتبت يداه في الجــحيم مخلـدا
أتى أنـــه في يوم الاثـنين دائــــما:::يخفف عنه للســرور بأحـمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره:::بأحمد مسرورا ومات موحـدا
________________________________________