يقول الله أفمن يعلم إنما انزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم ..صفات عددها الله ولا زالت صفات أخرى والصفة ذكرها الله لأولي الألباب اسأل الله أن يجعلني الله وإياكم منهم إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق الوفاء بالعهد خلق المؤمنين خلق الإسلام شيمة المؤمنين علامة هذا الدين يا أيها الذين امنوا أوفوا بالعقود وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا العقود جمع عقد والعقد هو العهد والميثاق والاتفاق والوعد معاني متقاربة إذا حصل بينك وبين شخص اتفاق على أمر ما أصبح هذا الاتفاق عهدا في ذمتك يجب عليك أن تفيه بمقتضياته وحرام عليك أيها المسلم أن تخون عهدا أو أن تغدر به أو أن يحصل منك ما يناقض هذا يحرم مع الصديق المؤمن ومع العدو حرام على المسلم أن يخون عهدا حرام على المسلم أن يخلف واعد حرام على المسلم أن يغدر بغيره ويسمى خيانة العهد وإخلاف الوعد ومناقضة المواثيق. في اصطلاح القرآن تسمى خيانة وحذر الله منها أصفى الخلق فقال الله له وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين هذا حينما أبرم رسول الله الاتفاق مع المشركين والمشركون وأعداء الله ليست لهم ذمة وليس لهم عهد ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ومع هذا قال الله لنبيه إياك يا محمد أن تخونهم إياك أن تغدر بهم إياك أن تخلف وعدك معهم فإذا التمست منهم شيئا من الخيانة أو خفت منهم أن يغدروا بك فأعلن لهم على سواء وأشعرهم مسبقا أن الاتفاق قد تم إلغاءه وإما تخافن....أشعرهم مسبقا وأعلن أمام الناس أن الاتفاقية ألغيت وعندها لا يلزمك احد بالوعد أما أن تعاهد وتحلف الإيمان وتؤكد وتشعر أن هناك ميثاق غليظ ثم إذا التفت الإنسان تطعنه في ظهره فهذه شيمة المنافقين هذه علامة غير الأتقياء والعياذ بالله قال:ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا أي ثلاث صفات إذا وجدت في إنسان ما كان منافقا إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان الكذب في الحديث وخيانة الأمانة وإخلاف العهد أمارات على النفاق وقال:لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لاعهد له لا إيمان .. الأمانة والإيمان معا فإذا زالت الأمانة زال الإيمان والدين والعهد معا فإذا زال العهد زال الدين .ياعباد الله إن الغدر والخيانة ليست من صفات المؤمنين على كل المستويات وفي كل المجالات قال النبي موصيا احد صحابته الكرام صل من قطعك واعط من حرمك ولا تخن من خانك صل من قطعك من أقاربك الذين يبترون العلاقة معك كن أنت واصلا للعلاقة معهم وادفع بالتي أحسن ومن حرمك لا تحرمه كن أفضل منه كل إناء بما فيه ينضح ومن غدر بك لا تغدر به ومن خانك لا تخنه لان الأخلاق أمارة على السجية والطبيعة ومن هنا قال العلماء المواثيق أنواع مختلفة هناك مواثيق مع الله وهناك عهود مع الإنسان ميثاق بين الإنسان ورب العالمين يسمى ميثاق ومن المواثيق التي أخذها الله على عباده كلمة التوحيد .. وإذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقوا يوم القيامة إنا كناعن هذا غافلين اخرج الله لآدم ذريته في كفه وهم في عالم الذر فناداهم الله ألست بربكم فاعترفت الخلائق جميعا قالوا بلى أي بلى أنت ربنا فكل إنسان أشرك بالله أو عبد غير الله أو عبد مع الله إلها آخر فقد خان العهد الذي ابرمه مع الله ولا يكون المؤمن موفيا للعهد ولا معطيا للميثاق حقه إلا إذا قام بحق كلمة لا ..رسول ..وهذا العهد أخذه الله على بني إسرائيل واخذ الميثاق على العلماء أن يعلموا وان لايكتموا العلم فكل من خان أمانة العلم فقد غدر فقد خان الأمانة فقد خالف الوعد الذي أخذه الله عليه وهناك شق ثان شق اجتماعي لهذه الكلمة لهذا الخلق إننا نشكو في هذه الأزمنة الأخيرة ضعف الوازع الديني في قلوب كثير من الناس وإخلاف الكثير من الناس العهود فيما بينهم بعضا مع بعض قال العلماء عقد الزواج عهد وعقد الشركة عهد وعقد الإيجار عهد والشركات بأنواعها عهد والمبايعات عهد وكل معاقدة فهي عهد عقد الزواج له مقتضياته وبين الزوجين مشارطة وان أفضل شيئا من الشروط أن يفي به العهد ما استحللتم به الفروج كما جاء في الحديث إننا نرى بعض الناس حينما يأتي ليخطب اويخطب منه يشترط على نفسه شروطا ثم بعد ذالك حينما تقع السمكة في المصيدة يتملص من عهوده وينكر كل شيئ كان منه إذا تملصنا من العهد لأنه لا توجد وثيقة مكتوبة مع الناس واستطعت أن لايتابعك البشر فان يوم القيامة يوضع لكل إنسان غدر لواء يراه الناس جميعا فيقال هذه غدرة فلان هذه خيانة فلان ما بين الجارين معاهدة ما بين الشريكين في التجارة معاهدة مواعيد اليومية معاهدة نحن في هذا الزمن لا نلقي بالا كثيرا لما يصدر من ألسنتنا إن أسواقنا اليوم تشكوا من الغش والخديعة وإذا قال لك شخص كلمة فإياك أن تصدقه كثير من الناس يبدأ تجارة مع صاحبه ويعاهده بين يدي الله بجملة عهود وما أن يسقط الدينار في يده وتأتي التجارة أكلها إلا ويخلف وعده ويغير وإذا لم يكن معه وثيقة مكتوبة فلا يجد لهذا الحق ا ليه سبيلا يا عباد الله انه من العبث بنا ومن الخطر أن نفسر إخلاف الوعد هو من الشطارة التجارية ومن الحنك ومن الذكاء وكأن الذي يفي بكلمة ويلتزم بوعده ويكون عند حد الكلمة هو إنسان متخلف متأخر شيم أصحاب رسول الله هي شيم النبيين والمرسلين من قبل وهي التي ينبغي أن نكرسها في مجتمعاتنا أسأل الله ... الخطبة الثانية
أثنى الله على نبيه إبراهيم فقال وإبراهيم الذي وفى قال العلماء إبراهيم وفى بما عاهد عليه ربه مما وعد من ذبح ولده إسماعيل وهو وفاء يقتضي شيئا من المجاهدة عاهد ربه على أن يذبح له ولده الوحيد إسماعيل الذي تحمل هذا الامتحان الرهيب قال الله له واذكر في الكتب إسماعيل انه كان صادق الوعد.وعد ربه على الصبر فاستجاب له .نحن في زماننا هذا لانعاهد بعضنا البعض على مثل هذه الأمور نعاهد الله على التقاء في ساعة معينة أو نتفق على أمر بسيط لا يكلفنا مشقة ولاجهدا وإذا ذكرت إنسان بوعده تقول يا فلان قد عاهدت يقول دعك هذا كلام هذا نقوله أما الحقيقي فهو أمر آخر أو يبرر لك الخطيئة بالخطيئة يقول هو اخلف معي الوعد فانا اخلف معه أيضا رب عذر أقبح من ذنب الله لا يحب الخائنين ومجتمع لا يحترم فيه أفراده العهود والمواثيق على كل المستويات مجتمع لايستحق أن يسمى إنسانيا لا يستحق التشريف ولا العلياء الله لايحب كل خوان أثيم الله لا يحب الخائنين الله لا يحب المخلفين .ومن هنا قال العلماء في أدب التربية أن نتعلم الأدب بالوفاء بالعهد مع الأطفال والحيوان وذكر عن بعض المحدثين أنه رفض أن يأخذ حديثا من احد الرواة لأنه رآه يكذب على حيوان نحن لا نكذب عى الصبيان ولا نكذب على الحيوان نحن يكذب بعضنا على بعض بل بعضنا يخلف الوعد المغلظ باليمين بعض الناس إذا أراد أن يأخذ منك شيئا أو يستوثق منك شيئا أو حتى يطمئن قلبك إليه يحلف اليمين تلو اليمين بالله عليكم من منا التزم وعده في رد الدين الذي اتفق مع صاحبه عليه من منا وفى بالعهد مع شريكه في التجارة من منا وفى بالعهد مع الله مع جاره في المبنى من منا وفى بعهده الذي التزامه مع أصدقاءه مع خلانه يا عباد الله إنّ المنافقون هم الذين يخلفون مواثيقهم
إذا نصبوا للقول قالوا فأحسنوا*ولكن حسن القول خالفه الفعل
اعيذكم بالله من النفاق واعذيكم بالله من الشرك فاللهم