بســــم الله الرحمن الرحيـــــــم
الســــــلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نصف ساعة قضاها شاب في قبره وبرغبته فماذا رأى؟
> > بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
> >
> > و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله وصحبه اجمعين
> >
> > ارجو من الجميع قرأة هذه القصة حتى السطر الاخير و الاعتبار منها
> >
> >
> > أكيد مجنون .. أو انه لديه مصيبة .. والحق أن لدي مصيبة .. أي شخص كان
> >
> > قد رآني متسلقا سور المقبرة في هذه الساعة من الليل كان ليقول هذا الكلام
> >
> >
> > كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا في منزله
> >
> > يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى (.. رب ارجعون رب ارجعون..) ثم يقوم
> >
> > منتفضا ويقول ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ..
> >
> >
> > حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده عندما
> >
> > تفوته طوال اليوم .. ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. فقلت لابد
> >
> > وفي الأمر شئ .. ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... هنا كان لابد من
> >
> > الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى
> >
> > النار .. قررت ان ادخل القبر حتى أؤدبها ... ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن
> >
> > هذا هو منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... وكل يوم اقول لنفسي دع هذا
> >
> > الأمر غدا .. وجلست اسول في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى ..
> >
> > حينها قلت كفى ... وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة
> >
> >
> > ذهبت بعد منتصف الليل .. حتى لا يراني أحد وتفكرت .. هل أدخل من الباب ؟
> >
> > حينها سأوقظ حارس المقبرة ... أو لعله غير موجود ... أم أتسور السور ..
> >
> > إن أيقظته لعله يقول لي تعال في الغد.. او حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي
> >
> > ... فقررت أن اتسور السور .. ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ واستعنت
> >
> > بالله وصعدت برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... إلا أنني أحسست
> >
> > أنني أراها لأول مرة .. ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. إلا أنني أكاد أقسم
> > > > أنني ما رأيت أشد منها سوادا ... تلك الليلة ... كانت ظلمة حالكة ...
> >
> > سكون رهيب .. هذا هو صمت القبور بحق
> >
> >
> >
> > تأملتها كثيرا من أعلى السور .. واستنشقت هوائها.. نعم إنها رائحة القبور
> >
> > ... أميزها عن الف رائحه ..رائحة الحنوط .. رائحة بها طعم الموت الصافي
> >
> > ... وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين .. إيه أيتها القبور .. ما أشد
> >
> > صمتك .. وما أشد ما تخفيه .. ضحك ونعيم .. وصراخ وعذاب اليم ..
> >
> > ماذا سيقول لي اهلك لو حدثتهم .. لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه
> >
> > وسلم
> >
> >
> >
> > ( الصلاة وما ملكت أيمانكم )
> >
> >
> > قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. فلو رآني أحد فإما سيقول
> >
> > أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبه .. وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة
> >
> > مرات .. وهبطت داخل المقبره .. وأحسست حينها برجفة في القلب ..
> >
> > والتصقت بالجدار ولا أدري لكي أحتمي من ماذا ؟؟؟ عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من
> >
> > المرور فوق القبور وانتهاكها ... نعم أنا لست جبانا ... أم لعلي شعرت
> >
> > بالخوف حقا !!!
> >
> >
> > نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيها ..
> >
> > إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. مشتاقة إلي .. وجلست أمشي
> >
> > محاذرا بين القبور .. وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. أشقي أم سعيد ؟؟؟ شقي
> >
> > بسبب ماذا .. أضيّع الصلاة .. أم كان من اهل الغناء والطرب .. أم كان
> >
> > من أهل الزنى .. لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض ..
> >
> > وأن شبابه لن يفنى .. وأنه لن يموت كمن مات قبله .. أم أنه قال ما زال في
> >
> > العمر بقية .. سبحان من قهر الخلق بالموت
> >
> >
> > أبصرت الممر ... حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبضات قلبي
> >
> > فالقبور يميني ويساري .. وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ثم بدأت
> >
> > أولى خطواتي .. بدت وكأنها دهر .. اين سرعة قدمي .. ما أثقلهما الآن
> >
> > ... تمنيت ان تطول المسافة ولا تنتهي ابدا .. لأنني أعلم ما ينتظرني هناك ..
> >
> > اعلم ... فقد رأيته كثيرا .. ولكن هذه المرة مختلفة تماما أفكار عجيبة
> >
> > ... بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. نعم ... اسمع همهمة جلية ...
> >
> > وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. خفت أن أنظر خلفي .. خفت أن أرى أشخاصا
> >
> > يلوحون إلي من بعيد .. خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ...
> >
> > بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ طالما أنني قد صليت العشاء في
> >
> > جماعه فلا يهمني أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. اكاد اقسم للمرة الثانية
> >
> > أنني ما رأيت اشد منها سوادا .. كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا
> >
> > ؟؟؟.. بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟؟؟ وأي شئ ينتظرني في الأسفل .. فكرت
> >
> > بالإكتفاء بالوقوف .. وأن اصوم ثلاثة ايام .. ولكن لا .. لن اصل الى
> >
> > هنا ثم اقف .. يجب ان اكمل .. ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... بل سأجلس
> >
> > خارجه قليلا حتى تأنس نفسي
> >
> >
> > ما أشد ظلمته .. وما أشد ضيقه .. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة
> >
> > من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. سبحان الله .. يبدوا أن الجو قد
> >
> > ازداد برودة .. أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. هل هذا صوت الريح
> >
> > ... لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟ استعذت بالله من
> >
> > الشيطان الرجيم .. ليس ريحا .. ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست
> >
> > وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيبإنه المكان الذي لا مفر منه
> >
> > ابدا .. سبحان الله .. نسعى لكي نحصل على كل شئ .. وهذه هي النهاية
> >
> > ... لا شئ
> >
> >
> > كم تنازعنا في الدنيا .. اغتبنا .. تركنا الصلاة .. آثرنا الغناء على
> >
> > القرآن .. والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. وقد حذرنا الله ورغم ذلك
> >
> > نتجاهل .. ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... وكأني خفت أن
> >
> > يرد علي أحدهم يا أهل القبور .. ما لكم .. أين أصواتكم .. أين أبناؤكم
> >
> > عنكم اليوم .. أين أموالكم .. أين وأين .. كيف هو الحساب ..
> >
> > اخبروني عن ضمة القبر .. أتكسر الأضلاع .. أخبروني عن منكر ونكير ..
> >
> > أخبروني عن حالكم مع الدود .. سبحان الله .. نستاء إذا قدم لنا أهلنا
> >
> > طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. واليوم نحن الطعام .. لابد من النزول إلى
> >
> > القبر
> >
> >
> >
> >
> > قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. وأنا
> >
> > أفكر .. ماذا لو انهال علي التراب فجأة .. ماذا لو ضم القبر علي مرة
> >
> > واحده ... ثم نمت على ظهري وأغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... حتى تخف
> >
> > هذه الرجفة التي في الجسد ... ما أشده من موقف وأنا حي .. فكيف سيكون عند
> >
> > الموت ؟؟؟
> >
> >
> >
> > فكرت أن أنظر إلى اللحد .. هو بجانبي ... والله لا أعلم شيئا أشد منه
> >
> > ظلمه .. ويا للعجب .. رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من
> >
> > الهواء البارد يأتي منه .. فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف خفت أن انظر
> >
> > اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. أو أن أرى وجها
> >
> > شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني تماما .. او كما
> >
> > سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه بين يديه إلى الخارج
> >
> > وسال الدم من أنفه .. وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته لتركه
> >
> > الصلاة ... ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم .. حينها قررت أن لا أنظر إلى
> >
> > اللحد .. ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. رغم
> >
> > علمي أن اللحد خاليا .. ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت جلست
> >
> > انظر إليه من طرف خفي كل لحظة ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
> >
> >
> >
> >
> >
> > لا إله إلا الله إن للموت سكرات
> >
> >
> >
> > تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا إرجاع روحي وصراخ أهلي من حولي
> >
> > عاليا أين الطبيب أين الطبيب
> >
> > ( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )
> >
> > تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... تخيلتهم يمشون بي سريعا
> >
> > إلى القبر وتخيلت صديقا ... اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى القبر ..
> >
> > تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. جهزوا الطوب
> >
> > ... تخيلت احمد .. كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدما
> >
> > حثوا علي التراب .. تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. تخيلت شيخنا يصيح
> >
> > فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. أدعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل ثم رحلوا
> >
> > وتركوني
> >
> > وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة .. وأشكال
> >
> > مخيفة .. لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض .. أهو العبد العاصي ؟؟؟ فيقول
> >
> > الآخر نعم .. فيقول .. أمشيع متروك ... أم محمول ليس له مفر ؟؟؟ فيقول
> >
> > الآخر بل محمول إلينا .. فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو انتقام
> >
> > رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ... ما غرك بربك الكريم حتى تنام
> >
> > عن الفريضة .. أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته
> >
> > ... لا نجاة لك منا اليوم ... أصرخ ليس لصراخك مجيب فجلست اصرخ رب ارجعون
> >
> > .... رب ارجعون ... وكأني بصوت يهز القبر والسماوات يملأني يئسا يقول
> >
> > ( كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )
> >
> > حتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. وقلت الحمد لله رب العالمين ... مازال
> >
> > هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا ... وقد عرفت
> >
> > قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول
> >
> > سبحان من قهر الخلق بالموت
> >
> > خاتمة
> >
> > من ظن أن هذه الآية لهوا وعبثا فليترك صلاته و ليفعل ما يشاء
> >
> >
> > ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون )
> >
> >
> > وليلهو وليسوف في توبته .. فيوما قريبا سيقتص الحق لنفسه
> >
> >
> > وويل لمن كان خصمه القهار ولم يبالي بتحذيره
> >
> >
> > ولم يبالي بعقوبته .. ولم يبالي بتخويفه
> >
> >
> > أسألكم بالله . أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية
> >
> > ( ونخوفهم . فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا )
> >
> >
> > ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد
> >
> >
> > تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين
> >
> > اللهم انا نسألك حسن الخاتمة --- اللهم انا نسألك الثبات و الستر يوم العرض عليك
> >
> > و رحم الله المؤمنين و المؤمنات الاحياء منهم و الاموات