الإيمان يزيد وينقص

[size=24] [center][size=25][i][right][b][center][size=25][i]بسم الله الرّحمان الرّحيم

إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن نبيّنا محمدا عبده و رسوله اللهمّ صلّي و سلّم و بارك على عبدك و رسولك محمّد و على آله و صحبه أجمعين.
هذا الباب أخرجه المصنّف رحمه الله لبيان ما أُثر عن السلف و ما نُقل في وصف عقيدة أهل السنّة و الجماعة في باب زيادة الإيمان و نقصانه و هذا أصل مقرّر من أصول أهل السنّة في باب الإيمان أنّ الإيمان يزيد و ينقص يزيد بالطّاعة و ينقص بالمعصية و هذا على ما دلّت عليه النصوص كما سيأتي و ذكر في بداية هذا الباب هذا الأثر عن معاذ رضي الله عنه أنّه كان يقول لبعض أصحابه أو يقول لرجل اجلس بنا نؤمن ساعة يعني نذكر الله و ثبتت أيضا الآثار بمثل هذا عن باقي السلف أنّ بعضا كان يقول لبعض هلمّوا بنا نزدد إيمان و يذكرون الله و هذا فيه دلالة على زيادة الإيمان و نقصانه بقوله اجلس بنا نؤمن ساعة و معلوم أنّ الإيمان الذي أراده معاذ هنا ليس هو أصل الإيمان لأنّ أصل الإيمان متحقّق اللّفظ و إنّما طلب منزلة فوق التي هو فيها و هي زيادة الإيمان بالذّكر اجلس بنا نؤمن ساعة و فيها إطلاق الإيمان على الذّكر و هذا كما ورد في النّصوص أنّ شعب الإيمان جاءت تسميتها في الشّرع بالإيمان كما قال الله عزّ و جلّ ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143] فالإيمان هنا الصّلاة بعد أن تحوّلت القبلة و صلّى أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلّم إلى القبلة و كان منهم من مات قبل أن تنسخ القبلة الأولى فصلّوا إلى بيت المقدس فشقّ ذلك على أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلّم و قالوا كيف بإخواننا الذين ماتوا قبل هذا و ضنّوا أنّ صلاتهم ستذهب فأنزل الله عزّ و جلّ هذه الآية ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143] يعني صلاتكم التي صلّيتموها إلى بيت المقدس فأطلق على الصّلاة أنّها إيمان و هذا كما جاء أيضا في النّصوص الأخرى على تسمية بعض الشُعب أنّها من الإيمان كما قال النبيّ صلى الله عليه و سلّم و الحياء شعبة من شعب الإيمان كما في حديث أبي هريرة في الصّحيحين و كذلك يطلق على الكفر أو على بعض شعب الكفر أنّه كفر كما قال النبيّ صلى الله عليه و سلّم" سباب المسلم فسوق و قتاله كفر" فشعب الإيمان تسمّى إيمان و شعب الكفر تسمّى كفر و ليس كلّ من قامت به شعبة تحقق له الأصل فقد تقوم شعبة الإيمان ببعض الكفار الذين تحققّ لهم أصل الكفر فالشعبة لا تزيل الأصل فقد يوجد في بعض الكفّار شعب الإيمان فلا تقوى هذه الشعبة على رفع الأصل و كذلك العكس قد يوجد في المؤمنين بعض شعب الكفر فهذه الشعبة لا تقوى على رفع أصل الإيمان و لهذا المعاصي لا تذهب بأصل الإيمان و إنّما يُنفى الإيمان الواجب الكامل مع وجود المعاصي كما قال النبيّ صلى الله عليه و سلّم" لا يزني زاني حين يزني و هو مؤمن" فنفى الكمال الواجب و بقي الأصل و هو الذي دلّ عليه قول الله عزّ و جلّ ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾ [الحجرات : 9] فأطلق الإيمان على الطّائفتين المتقاتلتين و القتال من أكبر الكبائر قتال المسلمين فالإيمان المثبت في الآية غير الإيمان المنفي في الحديث الإيمان المثبت في الآية هو أصل الإيمان و الإيمان المنفي في الحديث هو الإيمان الكامل الواجب و اجتمعت الآية و الحديث على أنّ المعاصي لا تذهب بأصل الإيمان و إنّما تذهب بكماله الواجب فالطّاعات تزيد في الإيمان و المعاصي تنقص منه و من الطّاعات التي تزيد في الإيمان و لها أثر عظيم الذّكر كما ذكر هنا معاذ أطلق على الذّكر أنّه من الإيمان و أخبر أنّه يزيد في الإيمان فدلّ على أنّ الأيمان يزيد بالطّاعة و من الطّاعات الذّكر و أنّ العبد إذا ما ذكر الله عزّ و جلّ ازداد إيمانا و إذا غفل نقص إيمانه و هذا أمر يلاحظه كلّ مسلم من نفسه أنّه إذا جلس في مجالس الذّكر و الطّاعة و قرأ القرآن ازداد إيمانا و هذه الزّيادة يجد لها ثمرة و يجد رغبته في الخير و حبّه للطّاعة و إقباله على الله عزّ و جلّ و إذا غفل يجد ثقل في النّفس و عدم رغبة في الطّاعة و استغفال للعبادة بعد تلك المجالس التي ينقص فيها الإيمان بخلاف مجالس الذّكر فإنّه يقوم من المجلس و يتمنى أنّه لو لم يقم و يقوم وهو مشتاق إلى عبادة أخرى يتطلّع إليها فهذا مما يلحظه كلّ مسلم من نفسه أنّ إيمانه يزيد و ينقص بالطّاعة يزيد بالطّاعة و ينقص بالمعصية.

المصدر من تفريغ محاضرة الإيمان يزيد و ينقص للشيخ إبراهيم الرحيلي

[/size][/i][/size][/center]

[/i][/size][/center]

[/b][/right]

زائر

يارب أسألك أن تهيأ لنا من أمرنا رشدا
يا رب اهدنا واهد بنا
اللهم انا نسألك ايمانا صادقا
اللهم استجب

اللهم أمين اللهم استجب دعائنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» مخطط شرح أركان الإيمان
» قاعدة مهمة ذكرها العلماء في الإيمان