أشجع شعراء العرب
عندما كان جالساً عبدالملك بن مروان مع مجموعة من ندمائه المهتمين بالشعر فقال لهم: أي العرب أشجع في شعره؟ ..... فقال أحدهم: هذا سؤال معلوم إجابته وهو عمرو بن معدي كرب (1) ......... فقال عبدالملك: أو ليس هو القائل:
ولما رأيت الخيل زوراً كأنها *** جداول زرع أرسلت فاسطبرّت
وجاشت إليّ النفس أول مرّة *** وَرُدّت على مكروهِها فاستقرّت
ظللت كأني للرماح دريئةٌ *** أقاتل عن أبناء جرمٍ وفرّت
فقال آخر: إذن عنترة (2) يا أمير المؤمنين ...... قال: ولكن عنترة قال:
إذ يتقون بي الأسنة لم أخِم *** عنها ولكني تضايق مقدمي
فقال آخر: عامر بن الطفيل (3) ، قال: أليس هو القائل:
أقول لنفسٍ لا يُجاد بمثلها *** أقلّي مِزاحاً إنني غير مقصر ِ
فلما سمعوا الحضور ذلك سكتوا ........ فقال عبدالملك: أشجع هؤلاء عمرو بن الإطنابة (4) حيث يقول:
وقولي كلما جشأت وجاشت *** مكانكِ تحمدي أو تستريحي
فقالوا: صدقت ، فقال عبدالملك : و قيس بن الخطيم (5) بقوله:
وإني لدى الحرب العوان موكّلٌ *** بإقدام نفسٍ كم أريد بقاءها
فقالوا: ومن أيضاً ، فقال عبدالملك: ورجل من مزينة (6) بقوله:
دعوت بني قحافة فاستجابوا *** فقلت: رِدوا فقد طاب الورود
فقالوا: ومن أيضاً ؟؟..... فقال: العباس بن مرداس (7) وهو آخرهم لدي بقوله:
أكرّ على الكتيبة لا أبالي *** أحتفي كان فيها أم سواها
هذه هي قصة عبدالملك بن مروان و شجعان العرب في الشعر .
ولا يلزم أن يكون أشجع العرب في شعره هو أشجعهم حقيقة
(2)
الملك بن مروان وعرق النسا
حدّث العتبي عن ابيه قال :
دخل عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان وهو يتاوّه ،، فقال ،، ياامير المؤمنين ، لو أدخلت عليك من
يؤنسك بأحاديث العرب وفنون الاسحار ؟
قال : لست صاحب هزل ، والجد مع علّتي ارفق بي .
قال : وماعلّتك ياامير المؤمنين
قال : هاج بي عرق النسا في ليلتي هذه فبلغ منّي
قال : فأن بديحا مولاي أرقى الناس ( أي أكثرهم خبره ) ،، فوجّه إليه عبد الملك فلما مضى الرسول تحيّر
واضطرب ابن جعفر وقال : كذبه قبيحه عند خليفه ؟؟ واضطرب وندم
فما كان اسرع من ان طلع بديح
فقال له الامير : كيف رقيّتك في عرق النسا ؟
قال : أرقى الخلق ياامير المؤمنين
قال : فسرّ عبد الله لان بديحا كان صاحب فكاهه يعرف بها ،
،
فمدّ رجله الامير فتفل عليها وهمهم ورقاها مرارا ،، فقال الامير الله اكبر ،، وجدت ولله خفّه وراحه ياغلام
ادعو فلانه حتّى تكتب الرقيه ، فإنّا لانأمن هيجها بالليل فلا نذعر بديحا ،، فلما جائت الجاريه قال بديح ،ياامير
المؤمنين امرأتي طالق إن كتبتها حتّى تعجّل عطائي ، فأمر له بأربعة آلاف درهم ، فلمّا صار المال بين يديه قال ،
وامرأتي طالق ان كتبتها او يصير المال إلى منزلي ،، فأمر الملك فحمل المال إلى منزله ،، فلمّا اطمئن بديحا قال
ياامير المؤمنين امراتي طالق ان كنت قرأت على رجلك إلاّ ابيات نصيب
ألا ان ليلى العامريـــــه اصبحــــــت ....................... على النأي منّي ذنـــــــب غيري تنقم
قال ويلك ماتقول
قال إمرأتي طالق ان كنت رقيتك بغيرها
قال : فاكتمها علي
قال : وكيف وقد سارت بها الرواة إلى أخيك بمصر
فطق الامير ضاحكا يفحص برجليه