أنفاس الحياة الآخرة وأمواج البحار الزاخرة

القرآن
أنفاس الحياة الآخرة وأمواج البحار الزاخرة
ألفاظٌ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة ، تذكر الدنيا فمنها عمادها ونظامها، وتصف الآخرة فمنها جنتها وضرامها، ومتى وعدت من كرم الله جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوب ، وإن أوعدت بعذاب الله جعلت الأ لسنة ترعد من حُمَّى القلوب0
ومعانٍ بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان؛ ورقة تستروح منها نسيم الجنان؛ ونور تبصر به في مرآة الإيمان وجه الأمان000 وبينا هي ترِفُّ بندى الحياة على زهرة الضمير؛ وتخلق في أوراقها من معاني العبرة معنى العبير؛ وتهب عليها بأنفس الرحمة فتنم بسر هذا العالم الصغير000ثم بينا هي تتساقط من الأفواه تساقط الدموع من الأجفان؛ وتدع القلب من الخشوع كأنه جنازة ينوحُ عليها اللسانُ؛ وتمثل للمذنب حقيقة الإنسانية حتى يظن أنه صنف آخر من الإنسان- إذ هي بعد ذلك إطباق السحاب وقد انهارت قواعده؛ والتمعت ناره؛ وقصفت في الجو رواعده، وإذ هي السماء وقد أخذت على الأرض ذنبها، واستأذنت في صدمة الفزع ربها، فكادت ترجف الراجفة، تتبعها الرادفة. وإنما هي عند ذلك زجرة واحدة، فإذا الخلق طعام الفناء؛ وإذا الأرض " مائدة"0

إعجاز القرآن والبلاغة النبوية للمرحوم مصطفى صادق الرافعي

بارك الله فيك على الموضوع القيم جعله الله في ميزان حسناتكم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جزيتم عنا وعن الإسلام خير الجزاء بهذا العمل المبارك والمجهود الضخم المبذول فيه