السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم جميعا بكل خير
خمس دقائق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله الصادق الأمين .وبعد.
أنت شاب فطن تتطلع إلى مستقبل مشرق.. فها أنت تبحث عن المنصب والوظيفة والزوجة والمسكن.. بل وحتى شراء السيارة يأخذ من وقتك الكثير..
ولكني أتساءل: أما آن لك أن تفكر في آخرتك ولو بخمس دقائق من عمرك لترى كيف حالك غدًا؟!
سترحل من هذه الدنيا عاجلاً أو آجلاً.. طالت بك الأيام أو قصرت.. فماذا أعددت لهذا الرحيل؟! وماذا قدمت لما بعد الرحيل؟!
لا شك أنك ستفكر ولو لدقائق لترى حالك بالأمس وحالك اليوم وحالك غدًا!!
أيها الحبيب:
آخرتك أهم من وظيفتك.. وقبرك أهم من منزلك والحور العين خير لك من نساء الدنيا أجمع.. فأين ستقف بعد هذا الحديث؟!
هل سنراك تسابق المصلين إلى الصف الأول.. أم تبقى على تخلفك حتى يتخطفك الموت على حال لا تُرضي ولا تسر؟!
لكأني أرى منك النباهة وفي عينك بعد الرؤية وصفاءها ولكن تعال لتجيب على سؤالي حبًا وكرامة لي ولك: هل خططت ورتبت نفسك للموت؟ هل استعددت له وتجهزت لحضوره؟!
قال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: قلت ليزيد بن مرثد: ما لي أرى عينك لا تجف؟ قال: وما مسألتك عنه؟ قلت: عسى الله أن ينفعني به، قال: يا أخي،
إن الله قد توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في النار، والله لو لم يتوعدني أن يسجنني إلا في الحمام لكنت حريًا أن لا تجف لي عين، فقلت له: فهكذا أنت في خلواتك؟ قال: وما مسألتك عنه؟
قلت: عسى الله أن ينفعني به، فقال: والله إن ذلك ليعرض لي حين أسكن إلى أهلي، فيحول بيني وبين ما أريد، وإنه ليوضع الطعام بين يدي فيعرض لي، فيحول بيني وبين أكله، حتى تبكي امرأتي ويبكي صبياننا،
وما يدرون ما أبكانا( ).
قال أبو عياش القطان:
كانت امرأة بالبصرة متعبدة يقال لها منيبة، وكانت لها ابنة أشد عبادة منها، فكان الحسن ربما رآها وتعجب من عبادتها على حداثتها.
فبينما الحسن ذات يوم جالس إذ أتاه آت فقال: أما علمت أن الجارية قد نزل بها الموت؟!
فوثب الحسن فدخل عليها فلما نظرت الجارية إليه بكت، فقال لها: يا حبيبتي، ما يبكيك؟ قالت له: يا أبا سعيد، التراب يحثى على شبابي ولم أشبع من طاعة ربي، يا أبا سعيد، انظر إلى والدتي وهي تقول لوالدي:
احفر لابنتي قبرًا واسعًا وكفنها بكفن حسن، والله لو كنت أجهز إلى مكة لطال بكائي، كيف وأنا أجهر إلى ظلمة القبور ووحشتها بيت الظلمة والدود.
مما أُعجبت به
كل الشكر للجميع هنا.