هل تريد حياة طيبة..؟!
الحمد لله الموفق إلى ما يحب ويرضى, والصلاة والسلام على من اتّبعناه فسوف نجد ما به نرضى.. وبعد,
قال الله تعالى " يا أيها الذينءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يُحْييكُم, واعلموا أنّ اللهيحولُ بينَ المرءِ وقلبه, وأنّه إليه تُحْشَرون " [size=12]الأنفال (24).
فهنا أمرٌ من الله تعالى للمؤمنين جميعاً بأن يستجيبوا للرسول -عليه الصلاة والسلام- فيما أمرهم به ونهاهم عنه,
ففي ذلك الحياة النافعة الطيبة; وهذه الحياة إنما تحصل بالإستجابة لما جاء به الرسول أمراً ونهيًا,
وأما من لم تحصل منه الإستجابة فلا حياة له, وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات!,
"إذ الحياة الحقيقة الطيبة هيحياة من استجاب لله ولرسوله ظاهراً وباطناً, فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا,وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان -أجسادهم مقبرةٌ لقلوبهم-,
وبهذا كان أكمل الناس حياة أكملهم استجابة لدعوة الرسول -عليه الصلاة والسلام-; فإن كل من دعا إليه ففيه الحياة, فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة, وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول"(1)
وهذا لأنه تسليم عبد مطيع لمولاه وسيده الذي هو أحب شيءإليه, يعلم أن سعادته وفلاحه في تسليمه إليه, ويعلم بأنه أولى به من نفسه,وأبرُّ به منها, وأقدر على تخليصِهَا, كما قال ربنا " النبيُّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم "(2)
وقال الله " لقد جآءكم رسولٌ من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم حريصٌ عليكُم, بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم " فهو أولى بك منك, وأرءف منها إليك, وأرحم بها منك! عليه الصلاة والسلام.
فإن علمتَ أن السعادة في الإستجابة ولا بد ولا غيرها; فاعلم أنّ:
الإستجابة على الفور لا التراخي
فلقد أعقب الله -سبحانه- هذا الأمر بالإستجابة تحذير من ترك الإستجابة له أو تثاقل وتباطء عنها فقال تعالى " واعلموا أنّ الله يحولُ بين المرء وقلبه "
والمعنى: أنكم إن تثاقلتم عن الإستجابة وأبطأتم عنهافلا تأمنوا أن الله يحول بينكم وبين قلوبكم; فلا يمكنكم بعد ذلك منالإستجابة عقوبة لكم بعد وضوح الحق واستبانته!.(3)(4)
قال بعض السلف: حتى يتركه لا يعقل!(5)
وفقني الله وإياكم حُسْنَ الإتباع إلى ما يُحْيينا
وعندها نسعد بحياةٍ طيبة
والحمد لله رب العالمين
[/size]